اولا نشكر لك الكاتب مصطفى معروفي تلبية الدعوة وتواجدك معنا وإن كان لنا أن نثني عليك فإنما نمتدح إبداع قلمك وعذوبة حرفك وبهجة إمضاءك ...
ولقد أصبت في إختيار العنوان فحسن اللب وإستقام المضمون وبعد فإسمح لأصابعي أن تنزل على مفاتيح لوحة الكتابة و تسطر في صفحة موضوعك ردا نقاشيا
فأقول :
ما تحدثت عنه في بادئ الموضوع عن السبب المبهم في هذا الإنعدام أو ما أسميته ضمورا أرى أنا أنك أعطيت الشهرة أكبر من حقها بجعلها ذات دور حاسم في التقييم وأخالها ليست بهذا القدر فكم من عالم أديب عظيم جهله الناس ومات فما فرق العامة بين موته وموت الصعلوك لكن المقياس هو العظمة بمعنى أن حاضرنا لا يفتقد مفكرين يشبهون المفكرين السابقين بالشهرة التي كانوا يتحلون بها بل يفتقد مفكرين يشبهونهم بالعظمة والتسكع في مدارك المعرفة ..
والنقاط التي أشرت إليها حقيقة تدق في الصميم وأضيف إليها :
طريقة إستقاء العلم ، ففي أوائل القرن السالف كان الأدباء مثلا يتلقون التدريس من منابع العلم ومن شيوخ العربية والأديب المنفلوطي مما أدى لأن يبلغ ما بلغ من مراتب الأدب طريقة إستقاءه للعلوم فقد تنقل بين يدي مشايخ عظام في الأزهر وغير ذلك وحصل على تأهيل مناسب وسليم ، أما اليوم فمن أسباب عدم ظهور أدباء أكفاء تلك العوائق الصعبة من عدم توفر مصادر علم ناجعة من شيوخ وحلقات أدب ولغة وغيرها فأغلب أدباء اليوم لم يتلقو العلم بالطريقة الصائبة ..
أيضا قد تكون نقطة مهمة هي عدم ظهور أدباء ومفكرين مبدعين مبتكرين فغالب أدباء اليوم لا يستطيعون الإتيان بإبتكار يدمج أدبهم بحبال الحاضر بينما السلف من الأدباء كانوا يبتكرون أدبا حياتيا ولم يكونوا يتكئون على جدار من قبلهم كالجاحظ وإبن قتيبة والمبرد وابن المقفع وأخيرا أجيب على اسئلتك الأخيرة هل إنتهى زمن العمالقة؟
لم ينتهي بل إن عادت العوامل التكوينية والظروف الملائمة أتى عمالقة جدد و السؤال التالي بنفس الإجابة أما هل نستطيع تخمين طريقة ظهورهم فإجابة هذا السؤال بأن الطريقة مقرونة بتواجد العوامل ...
أخيرا شكرا لموضوعك ولا تقطع مداد قلمك عن نافذتنا